الأربعاء، 15 أبريل 2020

أيوب (الجزء الرابع و العشرون)









اتكلمنا عن قصة يوسف عليه السلام وإنه كان ابن يعقوب عليه السلام، وقلنا قبل كده إن إسحاق عليه السلام كان عنده ولدين هما يعقوب والعيص،
فكان من ذرية العيص نبي اسمه أيوب عليه السلام ودي قصتنا النهاردة إن شاء الله😊
☆لكن قبل ما نتكلم عن أيوب عليه السلام في أخت سألتني إيه الحكمة إن ربنا أرسل يوسف عليه السلام ،يعني في الأمم السابقة كان الرسل بيدعوا قومهم ولو لم يؤمنوا ربنا يهلكهم ، وربنا لم يهلك أهل مصر، فإيه السبب🤔
=يوسف عليه السلام كان نبيا رسولا، أرسل لأهل مصر في زمن ملك مصر إللي أكرمه وأحسن إليه ومكّنه من خزائن مصر،
هو دعا الناس لعبادة الله والملك نفسه قرّبه إليه ، فكان التركيز في القرآن على قصة حياة يوسف عليه السلام عشان نتعلم منها العِبر زي الصبر على البلاء والصبر على الأذى، والقوة في مواجهة الفتنة، والإحسان لمن أساء إلينا، إلى آخرِه..
فلو كل الأحداث نسخة بالكربون يبقى إحنا هنستفيد إيه🤷‍♂️
وربنا مش بيذكرلنا قصة إلا وهو يريد إنه يعلمنا فيها حاجات جديدة من زوايا جديدة ومتنوعة👌
ده غير إن كل قصص الأنبياء السابقين إللي قومهم هلكوا كانوا بسبب إنهم كذّبوا أنبياؤَهم وطلبوا معجزات فيها تعنّت واستكبار وابتزاز وآذوا الأنبياء ،
لكن ده محصلش مع يوسف عليه السلام، فليه ربنا يهلكهم وخصوصا إنهم أكرموا يوسف والناس بتحبه وفي مجال إنهم يدخلوا في الدين؟!
والغاية أبدا مش إهلاك الناس... الغاية جعل الناس يؤمنوا بالله، فطول ماهو شغال في الدعوة والناس مش بتؤذيه وهو نفسه مدعاش عليهم خلاص...ربنا يسيبهم لعلهم يؤمنوا،
ولعل في ناس آمنت كثير بس مش ده المقصد من قصة يوسف عليه السلام،
الدروس إللي بنتعلمها من قصة يوسف عليه السلام غير الدروس إللي اتعلمناها من قصة هلاك قوم نوح مثلا أو قوم صالح...كل قصة ليها عبرة خاصة بيها، فربنا بيقولولنا إللي يفيدنا من كل قصة😊
نرجع بقى لقصة أيوب عليه السلام😁
اتكلمنا عن قصة يوسف عليه السلام وإنه كان ابن يعقوب عليه السلام، وقلنا قبل كده إن إسحاق عليه السلام كان عنده ولدين هما يعقوب والْعِيص،
فكان من ذرية العيص بن إسحاق بن إبراهيم، النبي أيوب عليهم جميعًا السلام ودي قصتنا النهاردة إن شاء الله😊
"إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ"
كان أيوب عليه السلام عنده أموال وأراضي وذرية كتير جدا .
كان عنده ١٤ ولد وبنت ، وكان عايش في أرض حُورَان في الشام مع قومه،
عاش أيوب عليه السلام في نعيم الأرض ده سبعين سنة،
وكان نبي مع النعيم ده كله....
وكان كريم جدا ...كان لو عدّى على اتنين بيتخانقوا وحلفوا على بعض بالله كان بيُصلح بينهم، ثم لمّا يروَّح بيتصدق عن حلفانهم ده من ماله الخاص تنزيهًا لاسم ربنا إن حد يحلف بيه كذب أو يحلف وما يوفيش بحلفانه،
وكان يساعد الفقراء بكل كرم وسخاء ...ثم بدأ البلاء ينزل بأيوب عليه السلام...
أبناؤه بدأوا يموتوا واحد ورا التاني🙊
الابن إللي كان بيلعب معاه وكِبر قصاد عينه ، إذ فجأة داخل البيت زوجته تقوله ابنك مات😞
ياخده يغسله ويكفنه ويدفنه في القبر ويسيبه ويمشي والناس تعزيه ولسه نار قلبه مابردتش ويلاقي التاني مات😥
ويتكرر نفس الموضوع ١٤ مرة ...متخيلين 😳
ده لو حد مات له طفل ولا اتنين ولا حتى ثلاثة بيبقى هيتجنن ومش قادر😞
ده مات له ١٤ ابن ورا بعض،
ومش بس كده، ده كمان خسر أمواله كووولها😑
ثروته...والأراضي بتاعته كل حاجة ...كل حاجة بمعنى الكلمة،
ومش بس كده...ده بدأ كمان المرض ينزل عليه لدرجة مابقاش في مكان في جسمه إلا فيه مرض، ماعدا لسانه وقلبه😶
أنا عايزكم تتخيلوا معايا😦
واحد عياله كلهم ماتوا...خسر فلوسه كلها...نايم على السرير مابيتحركش...جسمه بقى مليان قُرَح... واستمر في المرض مش يوم ولا اتنين ولا شهر ولا شهرين...ده قعد مريض مش بيتحرك ١٨ سنة👌
إحنا الواحد فينا –ربنا يعافي الجميع- لما بيقعد في السرير كام يوم بيبقى مش طايق نفسه ومخنوق😑
ده إنسان قعد ١٨ سنة مريض بيتألم وكمان مبتلى بالحزن على فقد أولاده وفلوسه،
والمرض طول جدا لدرجة إن الناس زهقت من كتر ما بتروح تزوره،
وبِعدوا عنه وهجروه وبدأوا يتكلموا عليه،وطبعا إنتم عارفين كلام الناس😶
هَمّ تاني لوحده والعياذ بالله!🙄
يعني كم واحدة رجعت عن طريق الإلتزام بسبب كلام الناس وكم واحدة خايفة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر عشان خايفة من كلام الناس و....و.... 😑
المهم،
اتبقّى لأيوب عليه السلام اتنين أصحابه هم بس إللي استمروا يزوروه، لحد ما في يوم من الأيام وهما رايحين يزوروه واحد قال للتاني:
أكيد أيوب عمل ذنب عشان ربنا يبتليه الإبتلاء ده😤
السنين دي كلها في الإبتلاء وربنا ما بيرفعش عنه ويعافيه! أكيد عمل حاجة استحق بيها عقاب ربنا👌
بنسمع وبنقول الكلمة دي لبعض كتير صح😁
لما نلاقي حد ربنا بيبتليه ويبتليه ويبتليه بنقول أكيد ده عنده ذنب فعشان كده ربنا بيعاقبه😤
☆سؤال لولبي مهم جدا هنا وناس بتسأله كتير،
إزاي أعرف الفرق إن الإبتلاء ده عقوبة ولاّ تكفير سيئات ولاّ رفع درجات 🤔
=لو واحد كافر وربنا ابتلاه بمصيبة ده أكيد مش رفع درجات😅
ده بيكون عقوبة للكافر على كفره ومعاصيه وبيكون عبرة وعظة لغيره عشان مايعملش زيه،
ولو واحد مسلم لكنه فاسق مجاهر بالمعصية وربنا ابتلاه يبقى الظاهر إنه تكفير للسيئات عشان تكفير السيئات مُقدم على رفع الدرجات، يعني إزاي ربنا هيرفع درجة واحد في الجنة عنده سيئات كتير😅
لازم يتنضف الأول من السيئات ويطلع من القاع إللي هو فيه وبعدين تترفع درجاته للمنازل العُليا😁
لكن واحد طائع عابد لله لا يظهر منه إلا كل خير وربنا ابتلاه فده يغلب الظن إنه لرفع درجته في الجنة
واحنا بنقول يَغلب الظن لأن احنا معندناش يقين بده🤷‍♀️
لأن ممكن ربنا بيطهره من ذنبوب محدش يعرفها غيره سبحانه،
أو ربنا بيربي قلبه تربية إيمانية ، يعني زي إن ربنا يعلمه التوكل مثلا، فدي حاجات محدش يعرفها غير ربنا وبالتالي ملناش غير الظاهر💁‍♂️
وطبعا لو ربنا ابتلى إنسان وبعدين الشخص ده أظهر التّسخُّط وعدم الرضا بقضاء الله فكده ابتلاؤه أكيد مش لرفع درجاته إطلاقا😶
بيكون للأسف عقوبة 👌
لأن علامة إن البلاء يكون لتكفير السيئات الصبر الجميل يعني مفيش شكوى ولا تسّخط على قدر ربنا،
وعلامة إن البلاء يكون لرفع الدرجات هو الرضا واطمئنان النفس😊
وهو في فرق بين الصبر والرضى 🤔
أينعم 😁...وده تعرفوه من الجزء إللي فات 😊👈
والأكمل بقى في كل إللي فات:
إن ربنا لما يبتلي الإنسان.. يستغفر ويصبر ويشكر...فربنا يغفر له ويرفع درجته في الجنة ويعطيه أجر الصابرين يوم القيامة 👌
¤طيب أنا أعرف إزاي بقى أعرف عن نفسي إن البلاء ده بسبب ذنب وده تكفير للذنب، ولاّ هو عقوبة😶
تشوف حالك إيه 💁‍♂️
بمعنى هل لمّا البلاء نزل عليك، كان حالك إنك بتتفرج على أفلام ومسلسلات وتسمع أغاني وبتغتاب الناس ومقصر في الصلاة؟
أو المرأة مثلا بتعمل حواجبها ولبسها غير شرعي ..لبس مجسم يعني و...و...
ولاّ البلاء نزل عليك وانت مقرب من ربنا وتائب ومتطهر من الذنوب باستمرار وملتزم الطاعات ومجتنب المعاصي وبتتقي الله ؟
فانت هتكون أدرى من أي حد، هل البلاء إللي نزل عليك كان عقوبة ولاّ تكفير سيئات ولاّ رفع درجات 😊
☆وعلى فكرة دايما النجاة بتكون في لوم النفس،
عشان اللوم ده هيدفعها دايما للشعور بالتقصير وبالتالي الإنسان يسارع بالتوبة طول الوقت،
فيُنقي الإنسان نفسه باستمرار من الذنوب، وبالتالي هيكون
العبد أقرب من ربه ومقام محبته 💁‍♂️
"إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين"
غير بقى حال الشخص إللي هيستقبل الابتلاء ده وهو متيقن إن سبب البلاء هو رفع الدرجات وإن أنا كده تمام😌
فالتفكير ده بيعطل النفس عن الإكثار من التوبة، ده غير بقى إن فيه شبهة إن الإنسان يبقى معجب بعمله ومُعتقد كماله،
والعجب أصلا من مُحبطات الأعمال😑
ده إنه بيخليه يترك للتواضع الله👌
نرجع لأيوب عليه السلام ونشوف صاحبه إللي قال عنه إنه أذنب ذنب عظيم عشان كده ربنا ابتلاه😁
لما وصلوا عند أيوب عليه السلام صاحبه التاني ماقدرش يسكت🙊
فقاله يا أيوب صاحبك ده بيقول إنك أذنبت ذنب عظيم عشان كده ربنا ابتلاك بالابتلاءات دي ولحد دلوقتي انت لسه في البلاء😥
فقال أيوب عليه السلام :
أنا ما اعرفش إنت بتتكلم عن إيه، لكن ربنا يعلم إني ما عديتش على اتنين بيتخانقوا فيحلفوا بالله إلا وكفّرت عنهم يمينهم عشان ما يكونش حد ذكر اسم ربنا في باطل واستهان بيه😔
خلال بقى ال١٨ سنة دول كانت زوجة أيوب عليه السلام هي إللي بتخدمه وبتشتغل في البيوت عند الناس عشان تشتري أكل ويقدروا يعيشوا،
لكن الناس مع الوقت رفضوا إنهم يشغلوها عندهم... خافوا أحسن تعديهم من مرض أيوب عليه السلام،
فقالت له مرة: يا أيوب انت نبي فادعو الله إنه يرفع عنك البلاء😔
فقالها: احنا عشنل كام سنة في العافية والنعم ؟
فقالت له : سبعين سنة😕
فقالها : أنا اتكسف إني أدعي ربنا وأنا ما عدّاش عليّ في العافية زي ما عَدّى عليّ في البلاء سبعين سنة 👌
وكان أيوب عليه السلام خلال ال١٨ سنة دول صابر محتسب بيذكر ربنا على طول لم يشتكِ أبدا ولم يدعُ أبدا برفع البلاء عن نفسه.
في يوم من الأيام زوجته خرجت عشان تدوّر على حد تشتغل عنده بعد ما كل الناس بطلوا يشغّلوها، ملاقتش.
فباعت ضفيرتها، واخدت تَمَنها واشترت بيه أكل ورجعت البيت..
فلما شاف أيوب عليه السلام الأكل قال لها: جبتيه منين؟
قالت له كُل بس الأول وبعدين نتكلم ، فقال إنه مش هياكل غير لما يعرف،
فكشفت عن شعرها فلقاها باعت شعرها،
فهنا أقسم إنه يضربة مائة جلدة بالسوط لو ربنا شفاه وبقى عنده قوة من تاني👌
◇وده أرجح الأقوال في الموضوع عشان في روايات كتير عن السبب إللي خلى أيوب عليه السلام يحلف إنه يضرب زوجته.
☆طبعا لو جت واحدة قالت يا جماعة أنا زوجي تعبان بقاله سنة وانا إللي شايلاه وواخدة بالي منه وبدخله الحمام، وبشتغل وبصرف عليه وأأكله ومالوش غيري ،
وبعدين الفلوس خلصت ومش لاقية شغل، فرُحت بعت حلقي إللي ماليش غيره عشان نجيب أكل ناكله، فراح حالف عليا لَيضربني لو خف، أعمل إيه😞
بالله عليكم مش هتقطَّعوا في فروة الراجل الأول وبعدين تقولوا لها اطّلقي منه عشان يعرف قيمتك قليل الأصل خاين العشرة و...و.... إلا من رحم الله طبعا 😅
يعني احنا هنا مش قادرين نتكلم بس عشان إللي عمل الموقف ده نبي😊
لكن في مواقف أقل من كده ومع ناس تانية مش أنبياء ، بتحصل بين الزوج وزوجته وتلاقي الناس تقول اطلقي اطلقي اطلقي.. طلقها طلقها طلقها😑
أهي زوجة أيوب نفسها كملت الحياة معاه عادي وما طلبتش الطلاق🤷‍♂️
فبلاش نحكم للناس بأحكام وقوالب ثابتة يطبقوها في كل المواقف بدون حكمة،
كل واحد مناسب له حل معين ممكن ما يكونش مناسب مع غيره، والطلاق أحيانا بيكون حل وأحيانا لأ،
وممكن نفرّق بين زوجين بنصايحنا وتكون العشرة بينهم لسه تقبل استمرار وتغافل وطول أمل وتراحم وتحمّل.. فناخد بالنا 👌
أيوب عليه السلام لما شاف وضع زوجته إللي بقت فيه واضطرارها لبيع شعرها عشان تأكله وتأكل نفسها دعا ربنا وقال:
يارب أنا مسّني المرض -يعني لمسني- وأنت أرحم الراحمين🤲
يعني حتى ما قالش يارب أنا متبهدل ومافيش حتة في جسمي سليمة من المرض ولا قال حتى بشكل مباشر يارب اشفيني وارزقني الفلوس والأكل والأبناء و...و...
إحساس عالي جدا بالحرج من حجم العافية إللي عاش فيه عمر طويل فمستحي يطلب زحزحة وضع الابتلاء بشكل واضح ممكن يظهر فيه كإنه بيشتكي أو مش عاجبه إللي بيحصل فيه ده👌
في حين إنه كمان مكتلمش عشان نفسه ده اتكلم لما بدأ يشوف إن زوجته انقطعت بيها الأسباب تماما وأشفق عليها،
فبكل أدب فوّض الأمر لربنا يارب انت عالم بالحال وأنت أرحم الراحمين ، لو إنت ترى إن من الرحمة إني أستمر في البلاء خلاص خليني في البلاء😔
"وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ"
فكانت الإستجابة الفورية من عند ربنا 👌
لأنه كان عنده رصيد😁 كان صابر و أوّاب...يعني بيصلي وبيسبّح وبيذكر ربنا كتير،
"فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ "
"إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ "
وطبعا في شريعة الإسلام مش مطلوب إنك تستحي من الدعاء بالعكس، ده انت تدعي وتلح في الدعاء وتناجي ربنا وتشكيليه همك وحزنك –زي ما يعقوب عليه السلام كان بيعمل👌
لكن احنا بنوريكم بس إزاي أيوب عليه السلام كان بينظر لحجم العافية وكان مقدّر النعم الإلهية تقدير عظيم جدا مخليه مستحي بالشكل ده.
المهم..
أيوب عليه السلام كان في يوم عايز يروح الحمام فزوجته اتأخرت عليه فربنا أوحى له إنه يضرب الأرض برجليه ، فطِلِع نبع مية، فربنا قال له يشرب ويغتسل من النبع ده، وعمل كده فعلا وخف من المرض كله،
مش بس كده ، ده كمان رِجِع شباب 🙊
"ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ"
زوجته لما جت وقابلت الشاب ده اندهشت وسألته: فين نبي الله المبتلى إللي كان هنا!
فقالها : أنا ايوب😊
قالت: أيوب🙊 إيه إللي حصل 😳
فقال لها: "ربنا شفاني ورجّع لي صحتي وشبابي، بعد صبري على طول البلاء فيهم..."
كمان ربنا كافأ الزوجة الصابرة الأصيلة دي بإنه رجعلها هي كمان شبابها،
ورزق أيوب عليه السلام بعد كده ب٢٨ ولد ،ضِعف عدد اللي ماتوا فسبحان الله😮
"وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا"
لكن فيه مشكلة دلوقتي😬
لازم أيوب عليه السلام يوفي بالقسم اللي قطعه على نفسه لما زوجته باعت ضفيرتها،
ولا يمكن ما يوفيش بقسمه، ده هو أصلا إللي كان بيكفّر عن أيمان الناس التانية إجلالا لاسم الله،
فمش معقولة هيتهاون هو في الوفاء بنذر حلف إنه هيعمله بنفسه😅
فربنا من رحمته بيه هو زوجته لعلمه مدى تقواهم لله عز وجل وإخلاصهم، أمر أيوب عليه السلام إنه يجيب مائة عود ويجمعها كلها مع بعض ويضرب زوجته بيها ضربة واحدة خفيفة كده وبس، ويبقى كده وفّى القسم👌
"وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ"
ولعل الموضوع ده في حكمة لكل زوج أو كل أم حتى، ممكن يكونوا في موقف شبه موقف أيوب عليه السلام وأقسموا إنهم هيضربوا حد من أسرتهم الكريمة،
وبعدين لما الزوبعة هديت بقوا مش عارفين يعملوا إيه😅 ممكن ياخدوا درس من رحمة الله بأيوب وزوجته ويعملوا حيلة بما يشبه التعريض، وتكون الحيلة دي سبب لرفع المشكلة بإذن الله👌
المهم،
ربنا بعت لسيدنا أيوب سِرب جراد من ذهب ، بقى يقع عليه وهو يعبّيه في حجره كله كإنه مش عاوز يسيب واحدة تفلت ،
فربنا عز وجل قال له: يا أيوب أما تشبع؟ يعني إنت ما شبعتش لسه فقال أيوب عليه السلام : ومن يشبع من رحمتك يارب.!
يعني محدش يقول أصل سيدنا أيوب كان صابر على ابتلاء فَقْد المال مثلا لإن ربنا جعله نبي وجعله زاهد أصلا في المال، لأ، الجواب قصادكم أهه: هو بشر زي أي بشر، يصيبه ما يصيب البشر من غضب وغيرة وحب للمال والبنين، لكن عند الابتلاء بالخير والشر هو عبد رباني تقي طائع لربه عز وجل صابر محتسب بكل رضا وأدب.
انتهى ابتلاء أيوب عليه السلام ونسي أيام الشقاء والتعب من تاني،
وزي ما العافية والنعم بتُنسِي الإنسان كل الآلام إللي فاتت ، فكذلك غمسة واحدة في الجنة تُنسي أشد الناس بلاء في الدنيا أي بلاء شافوه👌
أجمل جملة فعلا ممكن نختم بيها قصتنا النهاردة،
ومن يَشبع من رحمتك يارب😊
◇تحديث :
سؤال من التعليقات:
سؤال مهم أخت سألته 😁👇
📌والله مافهمتش ليه كان عاوز يضربها؟
وليه مأخرجش كفاره يمين زى ماكان بيعمل للناس التانيه
القصه في النقطه دى تزعّل😞
💡طيب براحة كده وواحدة واحدة عشان النقطة دي ممكن نحس فيها ظلم شوية من وجهة نظرنا لكن الواقع مش كده 😁
زوجة أيوب عليه السلام لما كانت بتطلع عشان تشتغل، فراحت لوحدة عشان تشغلها فقالت لها:
لأ مش هشغلك لحد ما تديني ضفايرك عشان أزين بيها بنتي وكان شعرها جميل ففعلا عملت كده، فلما رجعت لأيوب عليه السلام غضب عليها لأن فعلها ده محرم وحلف إنه يجلدها مائة جلدة،
لكنه بعد كده ندم، ومينفعش يرجع في حلفانه، لأن ربنا أمره بكده، فرحمة بزوجة أيوب عليه السلام ربنا أمره بموضوع الأعواد ده وهي على فكرة ضربة خفيفة شبه الوكزة إللي بالسواك مثلا، مش زي ماحنا متصورين إنه ضربها ضربة جابتها الأرض😅
◇وفي هنا نقطة شرعية محتاجة تتوضح،
شعر الزوجة مش ملك ليها لوحدها تتصرف فيه براحتها، لأ ده من ضمن العهد والوعد إللي اتفقوا عليه سوا كزوج وزوجة، يعني إنه يديها المهر بتاعها قصاد إنها تكون زوجته إللي من حقه يتمتع بجمالها ومن ضمن جمالها ده أكيد شعرها بل هو تاج المرأة،
فلما تتصرف فيه من غير إذن زوجها يبقى خالفت العهد، فما نبصش لرد فعل الزوج قبل ما نشوف حق كل طرف إيه الأول👌
ولعل كمان الزوج في موقف زي ده يكون غار غيرة شديدة إن شعر زوجته يكون في إيد التجار، حتى لو هي كانت حريصة إنها ما تبينش إنه شعرها هي، لأ ممكن يكون شعر حد تاني وهي جاية تبيعه، لكن لعل غيرة الزوج تكون سبب تاني من ضمن الأسباب..
وطبعا ما ننساش ننبه هنا إن بيع الشعر في شريعة الإسلام عشان يتعمل منه باروكة وخلافه، حرام شرعا لا يجوز، ولعل أحيانا الشعر ممكن يتباع لأغراض تانية مباحة شرعا مفيش مشكلة😊
في قول تاني بقى إنها في يوم وهي خارجة بتدور على شغل قابلها الشيطان متجسد في صورة طبيب وقالها إن شفاء أيوب يكون في إنه يجيب عصفور ويدبحه بدون ما يذكر اسم ربنا عليه ويشرب معاه الخمر ويمسح جسمه بدم العصفور فراحت لأيوب عليه السلام وقالت له ،
فقالها إن ده الشيطان وإنه كان يغويكي فملكيش دعوة بيه تاني،
فتجسد لها الشيطان في صورة انسان على حصان أحمر وقالها إيه سبب البلاءات إللي إنتم فيها دي؟
قالت له إن ربنا أراد إنه يختبرنا، فقالها لأ ...ده لأنكم بتعبدوا إله السماء ومش بتعبدوا إله الأرض ، وأنا إله الأرض وتعالي هوريكي الدليل،
وراحت معاه ناحية واد وسحر عينيها بألاعيب الجن فشافت عيالها وأموالهم وكل إللي فقدوه،
فرجعت لأيوب عليه السلام تقوله فغضب جدا لأنها وصلت هنا للشك في وحدانية الله، وكمان هو كان نهاها عن إنها تسمع الوساوس الشيطانية دي تاني فحلف إنه يجلدها، وهي نفسها تمنت إنه يخف ويضربها👌
انتم متخيلين احننا بنعصب ونزعق لعيالنا الصغيرين اللي ميعرفوش حاجة لو حد فيهم كذب ولاّ مسمعش الكلام ولاّ...ولاّ...وممكن الموضوع يتعدى للضرب الشديد😑
فما بالكم بزوجة نبي يوصل معاها للوضع لكده👌
الرواية الثالثة، إنها كانت بتاخد الصدقة من الناس وتخلي أيوب عليه السلام ياكل الصدقة من غير ما يعرف وحرااام على الأنبياء أكل الصدقة، وهو كان نهاها عن كده بس هي استمرت برده فغضب عليها وحلف إنه يضربها.
ففي كل الحالات دي ربنا خفف عنها ورحمها بالوحي بالحيلة دي، فأيوب مش ظالم ليها ده نبي حاش لله إنه يظلم،
وكمان الحلفان بتاعه كان نَذر مش مجرد قَسَم، والنذر يجب الوفاء بيها ماينفعش يكفر عنه تكفير يمين زي ما كان بيعمل مع الناس💁‍♂️
☆ملحوظة:
أي حد عايز يأخذ القصص وينشرها يتفضل أنا معنديش مانع نهائي😊
طبعا أي ملاحظة ياريت تقوليلي فالمؤمن مرآة أخيه😁

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق