الثلاثاء، 25 يونيو 2019

ابراهيم 3 (الجزء الثالث عشر)





كنا واقفين عند إبراهيم عليه السلام لما خرج من مصر ومعاه سارة وهاجر وراحوا لفلسطين😊
كان إبراهيم عليه السلام كَبُر في السن ومكنش عنده أولاد فتمنى إنه يكون عنده ولد،
فدعا ربنا إنه يرزقه طفل وكانت سارة عقيم لا تلد،
"رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ "
فوهبت سارة لإبراهيم عليه السلام هاجر وبقت ملك يمين، وملك اليمين زيها زي الزوجة من ناحية المعاشرة،
فحملت هاجر ... وولدت إسماعيل عليه السلام وطبعا كأي أب إبراهيم عليه السلام اتعلق بإسماعيل، وكمان هنا الوضع مختلف لأن الولد جه لأب كبير في السن،


وكان أول خلفته ولد فأكيد الإهتمام هيكون مضاعف... فهنا سارة غارت😚
مع إنها هي إللي وهبت هاجر لإبراهيم عليه السلام عشان تخلف له ولد، لكن طبيعة النساء تغلب😅
يعني غيرة المرأة من الزوجة التانية دي حاجة طبيعية لا تُحاسب عليها إلا إذا المرأة تعدت بسبب الغيرة وظلمت أختها فتغتابها أو تطلب من زوجها إنه يطلقها أو إنها تكيد ليها مكائد،
فالغيرة مادامت في القلب ومدفعتش المرأة لإرتكاب أي محرم فالمرأة لا تُحاسب على الغيرة دي😉
ولو بصينا لسارة هنلاقي إن من حقها فعلا تغير في موقف زي ده ، إنتم متخلين زوجة مرت مع زوجها بأحداث كتير وعاشت معاه سنين طويلة وده مش أي زوج ده إبراهيم خليل الله👌
فربنا رأفة بسارة أمر إبراهيم عليه السلام إنه ياخد هاجر وابنها الرضيع إسماعيل ويوديهم مكان تاني وهو مكة،
خدوا بالكم إن ربنا لما يريد شيء بيهيء له أسباب😉
بمعنى إن بعدين ربنا هيأمر إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام إنهم يبنوا البيت الحرام،
طيب هيبنوه إزاي وهم أصلا قاعدين في فلسطين والبيت الحرام هيكون في مكة؟
وكمان ساعتها مكة كانت صحراء ومكنش في حد عايش هناك ولا كان في زمزم لسه ولا كان في أي حاجة...فإزاي بقى؟
فبتقدير من ربنا سارة غارت وبالتالي ربنا أمر إبراهيم عليه السلام إنه يأخذ هاجر وإسماعيل لمكة عشان يهيء الأسباب إن البيت الحرام يتبنى👌
¤وإنتي كمان متزعليش لما تدعي دعوة وتتأخر أو أي حاجة وحشة تحصلك...متزعليش إنتي متعرفيش الخير فين، مش يمكن ربنا بيهيأ الأسباب عشان يحققلك إللي نفسك فيه وأحسن كمان؟
مش يمكن ربنا قدر على الحاجة إللي إنتي شايفاها وحشة دي دلوقتي عشان يمنع عنك كارثة في المستقبل؟
اعرفي كويس أوي إن تقدير ربنا ليكي داااايما خير بس إنتي خليكي واثقة فيه😊
إبراهيم عليه السلام أخذ هاجر وإسماعيل وسافروا لمكة عند البيت الحرام ومكنش لسه اتبنى وكان أرض صحراء، ساب لها قربة ماء وجراب فيه تمر يعني نقدر نقول إزازة مية وكيس تمر،
وبعدين سابهم ومشي، فهي استغربت🤨...وقعدت تنده عليه:
يا إبراهيم إنت سايبنا لمين هنا وماشي؟
وهو مش بيبص لها ومش بيرد ومكمل مشي...
وهي تنده عليه وتكرر نفس السؤال...فهي حست إن في حاجة، فسألته : هو ربنا إللي أمرك بكده؟
فالْتَفَت وقال نعم...فقالت بكل ثقة : إذاً لن يضيعنا😁
يعني مادام ربنا إللي أمر وقدر كده يبقى أمره وقدره خيييير 😊
دايما قوليها لنفسك كل ما تحصلك مشكلة...كل ما تتأخر عنك دعوة...كل ما يشتد عليكي البلاء...قولي مش ده قدر ربنا يبقى ربنا مش هيضيعني😍
بس خدي بالك بقى😀
متكونيش إنتي سبب في إللي بيحصلك وترمي بلاكي على قدر ربنا يا حبيبتشي😅
يعني ميكونش عندك امتحانات ومذاكرتيش وتحلي وحش وتقولي قدر ربنا كله خير🤓
لا ياحلوة لاااازم تاخدي بالأسباب👌...لما تاخدي بالأسباب وتذاكري هتنجحي...لما تاخدي بالأسباب وتعملي الصالحات هتدخلي الجنة...طيب عملتي إللي عليكي فعلا وربنا قدر حاجة تاني؟ يبقى هنا ربنا يريد ليكي أمر تاني ...فهنا نقول قدر ربنا أكيد خير 😁
بعد ما إبراهيم عليه السلام مشي بعيد عنهم رفع إيده للسماء وقال يارب أنا تركت أهلي في مكان مفهوش زرع عند بيتك المحرم فاجعل بعض عبادك يروحوا يسكنوا معاهم🤲
"رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ ،
فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ"
كانت هاجر بتاكل من التمر وتشرب من الماء إللي كان معاها وترضع إسماعيل، لحد ما المية والتمر خلصوا واللبن في صدرها جف،
وكان إسماعيل بيبكي من الجوع...فهي مقدرتش تستحمل إنها تشوفه كده وهي مش قادرة تعمل حاجة...أم لطفل رضيع ابنها بيبكي جعان وهي مش قادرة تعمل حاجة...
ومع ذلك قامت تدور على أي حاجة ...أكل أو مية أو أي إنسان😞
فطلعت على جبل الصفا فملقتش حاجة وطلعت على جبل المروة ملقتش حاجة ،
فضلت تطلع وتنزل من الجبل ده للجبل ده...امرأة جعانة...عطشانة...مرهقة....ابنها بيعيط من الجوع😔
وفي وسط كل الأزمات دي تبص على إسماعيل عليه السلام فتلاقي المية بتطلع من عند رجله،
وكان جبريل عليه السلام كان قد ضرب الأرض بطرف جناحه فطلع الماء،
فلما شافت الماء قعدت تحوط عليه بإيديها وتقول زم زم ،
عشان كده اتسمى الماء بزمزم ،
وبقت تاخد من المية تحط في القِربة إللي كانت معاها والمية 💦عمالة تفور،
وبدأت الطيور🕊 تتجمع لأن الطيور بتيجي على المكان إللي فيه ماء،
في الوقت ده كان في قبيلة من جُرْهم معدية من المكان فشافوا الطيور وقالوا أكيد في مية في المكان ده خلونا نروح نشوف🤔
وقبيلة جُرهم دي من العرب العاربة يعني العرب إللي بيتكلموا اللغة العربية ...
فالعرب قبل إسماعيل عليه السلام اسمهم العرب العاربة وكان منهم قبائل كثير زي عاد وثمود ومدين إللي قلنا على أنبياؤهم قبل كده إنهم عرب😊
☆فاكرين لما قلنا إن هود وصالح وشعيب عليهم السلام كانوا عرب😉
كان من القبائل العربية دي قبيلة جُرْهم إللي كانت معدية وقت فوران ماء زمزم ، فلما وصلوا عند هاجر وإسماعيل وشافوا المية قالوا لها:
ممكن نسكن في المكان هنا معاكي ؟
قالت لهم ماشي بس الماء ده بتاعي ملكوش حق فيه👌
قالوا :أكيد 😅
فبعتوا بقى جابوا أهلهم واستقروا في مكة عند بئر زمزم.
بدأ إسماعيل عليه السلام يكبر ويتعلم منهم اللغة العربية ،
وكان هو أول من نطق باللغة العربية الفصحى المعروفة إللي نزل بيها القرآن،
والعرب ورثوا الفصاحة عن إسماعيل عليه السلام 😉
فالعرب إللي جم بعد كده من ذرية إسماعيل عليه السلام ومنهم محمد صلى الله عليه وسلم اسمهم العرب المستعربة، لأنهم اتعلموا اللسان العربي من قبيلة جرهم 😊
●بالنسبة لإبراهيم عليه السلام كان بيتكلم باللغة الآرامية
أو السريانية وهي لغة بين اللغة العربية القديمة واللغة العربية بتاعتنا إللي إحنا عارفينها ...لغة القرآن 😉
وبالمناسبة اللغة العبرية بتاعة اليهود هي فرع من فروع اللغة العربية القديمة 😁
كان إبراهيم عليه السلام بييجي يزور هاجر وإسماعيل عليه السلام كل فترة وقيل كل شهر،
وكان إبراهيم عليه السلام يحب إسماعيل لأنه كان ولده الوحيد ساعتها وكان ابنه البكر وكمان اتولد بعد زمن طويل فكان له مكانة عظيمة في قلبه،
لكن إبراهيم عليه السلام كان خليل الله😊
والخِلة دي منزلة عظيمة لازم يكون فيها القلب فاضي من حب كل شيء إلا حب الله...فعشان كده ربنا ابتلى إبراهيم ابتلاء عظيم جدا 👌
ربنا أراد أن يختبر إبراهيم عليه السلام في صدق محبته لله ومين إللي في قلب إبراهيم عليه السلام حبه أكبر...وهل
هيقدم حبه لابنه على أوامر الله ولا هيعمل العكس؟
طبعا إحنا عارفين إن رؤيا الأنبياء وحي😁
فرأى إبراهيم عليه السلام رؤيا إنه بيذبح ابنه😳
"فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ"
طبعا ده معناه إن ربنا بيأمره إنه يذبح ابنه😶
متخيلين الصدمة إللي إبراهيم عليه السلام فيها😥
ده احنا بيجيلنا الأمر من ربنا في حاجات بسيطة جدا ومع ذلك بنحس إنها تقيلة وبنقول مش قادرين وبنقعد ندور على أعذار😞
ده جاله الأمر بذبح ابنه البكر الوحيد إللي اتولد له بعد ٨٤ سنة😑
يعني مش إن ابنه هيموت لأ ده إنت إللي هتذبحه يا إبراهيم بإيدك👌
طيب هيعمل إيه ويتصرف إزاي😟
إبراهيم عليه السلام لأنه يعلم علم اليقين إن ابنه ده مش بتاعه وإن ربنا هو إللي رزقه بيه،
سلم الأمر لله بكل رضا وطمأنينة و بدون أي انزعاج، وراح لإسماعيل عليه السلام وأخبره بالموضوع،
" فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى"
وكان ساعتها إسماعيل كبر وبقى يعتمد على نفسه ويشوف مصالحه،
☆إبراهيم عليه السلام بيعلمنا منهج تربوي مع عيالنا وهو إننا نستشيرهم في الأمور إللي تخصهم...
إبراهيم عليه السلام مرحش خد إسماعيل عليه وذبحه وخلاص انتهى الموضوع😑
مع إن ده أمر إلهي مفيش فيه أي مجال للعصيان ومع ذلك أشركه معاه في الموضوع لأنها حاجة خاصة بيه، وكمان عشان يشرك ابنه معاه في اجر الصبر والإحتساب👌
فمتقوليش لعيالك إعمل إللي بقولك عليه وخلاص😤
متقرريش عن عيالك كل أمورهم من غير ما تاخدي رأيهم،
طبعا لو رأيهم غلط توضحي الصح إيه لكن متخليهمش معتمدين عليكِ في كل حاجة🙃
فإسماعيل عليه السلام رد بكل صبر واستسلام لله وقال: يا أبتِ افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين،
وهنا إسماعيل عليه السلام استعان بربنا👌
مقلش انا أدها وأقدر أستحمل واعتمد على قوته... لأ ..ده قال إن شاء الله عشان ربنا يثبته على البلاء العظيم ده،
فتقبل أمر ربنا بكل صبر ويقين 😊
فلما خلاص حطه على وشه وأخفى إسماعيل عليه السلام وشه عشان أبوه متتغلبش عليه الشفقة فيتراجع عن الذبح،
" قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ "
متخيلين أب ماسك في إيده سكينة ...الابن قاعد في الأرض مستسلم تماما للذبح وفعلا يبدأ إبراهيم بذبح ابنه لكن السكين لم تقطع👌
زي النار التي لم تحرق😉..فالأشياء ملهاش القدرة بذاتها ولكن بأمر الله وبس😁
إبراهيم عليه السلام استغرب السكين مش راضية تذبح😮
وإسماعيل عليه السلام مستني آخر لحظات حياته وحاسس بالسكين بتتحرك على رقبته بس مفيش ألم إيه الحكاية😦
وفي اللحظة دي يسمعوا منادي بينادي......
مين هو المنادي ؟ وعايز إيه ؟
وليه السكين مذبحتش إسماعيل عليه السلام؟
ده إللي هنعرفه المرة الجاية إن شاء الله😚
وطبعا أي ملاحظة ياريت تقوليلي فالمؤمن مرآة أخيه😁

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق